حسام – لاجئ سوري في بريطانيا
الوضع كان صعبا جدا في سوريا، كان القصف ليل نهار وكان البقاء يعني الموت. قررت الخروج، فتوجهت برفقة أسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وأولادي من سوريا إلى الأردن ثم لبنان ثم تركيا، وحاولت من تركيا أكثر من مرة التوجه إلى أوروبا، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، فقررت التوجه إلى مصر. كل ما كنت أصبو إليه هو الحصول على عمل يوفر لي دخلا يقيني السؤال. حاولت ذلك في مصر فلم أنجح فحاولت الهروب إلى أوروبا ولكن تم القبض علي وترحيلي إلى تركيا. الأسعار كانت مرتفعة في تركيا فلم اتمكن من الإقامة فقررت العودة إلى سوريا، وهناك أصبحت الامور أسوء وزاد القصف على المنطقة التي كنت أقيم بها، فقررت الخروج مرة أخرى. وفي هذه المرة توجهت إلى لبنان ثم ماليزيا ثم اليمن رغبة في التوجه إلى السعودية حيث يعمل والدي، والذي أرسل دعوة لي وللعائلة للانضمام إليه. وتمت الموافقة على طلب الزوجة والأولاد ورفض طلبي.
أرسلت الزوجة والاولاد إلى السعودية وقررت محاولة الوصول إلى أوروبا مرة أخرى. فتوجهت من اليمن إلى تركيا للمرة الثالثة ومنها إلى اليونان ثم إيطاليا ثم فرنسا، ثم حاولت التوجه إلى بريطانيا ولكني لم أتمكن فقررت التوجه إلى ألمانيا مرورا ببلجيكا. لم أشعر على الاطلاق بالراحة في ألمانيا، وبعد ذلك علمت أن أصدقائي في فرنسا تمكنوا من العبور إلى بريطانيا، فقررت العودة إلى فرنسا مرة أخرى محاولا الوصول إلى بريطانيا وهذا ما نجحت به في النهاية.
خلال رحلتي في كل تلك الدول التي مررت بها كنت أهدف إلى شيء واحد، وهو حماية أسرتي والحصول على عمل يتيح لي توفير مسكن ومأكل للأسرة. الآن أنا في بريطانيا وتمكنت من لم شمل عائلتي. أعمل في الوقت الراهن على تحسين لغتي الإنجليزية من أجل الدراسة وإكمال حياتي.
أصعب لحظة مرت علي كانت في طريقي من تركيا إلى اليونان عبر قارب، إذ تعطل القارب في منتصف الطريق فلا يمكنني العودة إلى تركيا ولا استكمال الطريق إلى اليونان في ظل برودة قاسية جدا ثم بدأ الماء يتسرب إلى القارب، هنا تذكرت أولادي شعرت أنها النهاية وقلت لنفسي لماذا لم أظل برفقة عائلتي بدلا من الموت هكذا وتركهم بمفردهم؟ ولكن الله سلم وتكمنت من الوصول إلى اليونان.
أحمد اليوسف – لاجئ سوري في النمسا
تمكنت من الفرار من سوريا إلى تركيا. وفي تركيا، تحديدا من مدينة “مرسين”، استقليت مركبا كان طوله 76 مترا وكان عليه نحو 400 شخص قاصدا اليونان. تعطل المركب في الطريق بعد قبرص وظللنا في البحر 6 أو 7 أيام يتقاذفنا الموج إلى أن رسا المركب بنا بقرب سواحل قبرص التركية. هناك استقبلنا حرس السواحل وكانت معاملتهم جيدة وتمت إعادتنا إلى مدينة “مرسين” مرة أخرى حيث بدأت رحلتنا. بعد ذلك حاولت ثلاث مرات أخرى التوجه إلى أوروبا، ولم أنجح إلا في الرابعة عن طريق البحر أيضا في مركب كان على متنه نحو 450 شخصا، وظل في البحر 10 أيام إلى أن وصلنا إلى إيطاليا. ومن إيطاليا عن طريق السكك الحديدية تمكنت من الوصول بمفردي إلى النمسا، إذ أن عائلتي مازالت في سوريا.
أتعلم الآن اللغة الألمانية بالرغم من صعوبتها بالنسبة لي. وما يشغل بالي حاليا هو محاولة احضار عائلتي إلى النمسا. بعد ذلك، أفكر في عمل مشروع زراعي إذ أني لا أرغب في أن أكون عبئا على الدولة المضيفة. أحاول مساعدة اللاجئين الجدد، وأذهب لاستقبالهم في محطة القطار، ولكني ألاحظ أن أعدادا كبيرة من اللاجئين الوافدين ليسوا سوريين ويستخدمون أوراقا ثبوتية ووثائق سفر مزيفة ليتمكنوا من الحصول على حق اللجوء. من مشاهداتي، أعداد السوريين الوافدين لا تتجاوز 10% والبقية من دول أخرى.
أصعب لحظة في حياتي كلها كانت على متن المركب الأول، ففي لحظة شعر الجميع بالنهاية وبدأوا توصية بعضهم البعض، وكانت هناك أم تحتضن طفلها بقوة في ما بدا أنه استعداد للموت. الموقف كان صعبا للغاية، وتذكرت زوجتي وأولادي الثلاثة.
فادي بريمو – لاجئ سوري في ألمانيا
مع ارتفاع وتيرة العنف، قررت التوجه إلى تركيا. ومن تركيا تمكنت برفقة صديق لي وأخيه الصغير من الوصول إلى اليونان. قررنا التوجه إلى صربيا عبر مقدونيا، كنا نسير على خطوط السكك الحديدية، وكنا نتعرض لهجمات من عصابات تحاول سرقتنا، وكنا نشتبك معهم ونحاول الدفاع عن أنفسنا في ظل درجات حرارة منخفضة للغاية. وبعد ثلاثة أيام قضيناها مشيا على الأقدام أملا في الوصول إلى صربيا، ألقت الشرطة القبض علينا بالقرب من الحدود الصربية، وتمت إعادتنا مرة أخرى إلى اليونان. كنا في غاية التعب فظللنا في اليونان لمدة يومين للراحة ولمعالجة المصابين، ثم كررنا المحاولة مرة أخرى. وفي تلك المرة تمكنا من اجتياز الحدود إلى صربيا بعد أربعة أيام سيرا على الأقدام.
ومن صربيا حاولنا اجتياز الحدود إلى المجر وكانت الحدود مجهزة بكاميرات حرارية تساعد الشرطة على اكتشاف من يحاول المرور، وكنا نعرض على بعض أفراد الشرطة السماح لنا بالمرور مقابل بعض الأموال وكانوا يأخذون الأموال ولا يسمحوا لنا بالمرور. وفي النهاية ومع تكرار المحاولات، تمكنا من اجتياز الحدود والوصول إلى المجر، ولكن علمنا أن بعض الأهالي يبلغون الشرطة عن اللاجئين فقررنا الانضمام لمجموعة أخرى والتوجه إلى ألمانيا. كنا مجموعة مكونة من 8 أشخاص وسرنا باتجاه الحدود النمساوية الألمانية، وكانت معنا امرأة حامل وفي الطريق أصيبت بمتاعب وبدأت في الصراخ، فخاف من كان معنا وهربوا. ولم استطع أنا وصديقي ترك المرأة وحيدة في هذا الظرف، فمكثنا معها لكن حدث ما خشيناه، فقد أبلغ الأهالي الشرطة، وجاءت وألقت القبض علينا.
كانت المعاملة سيئة للغاية وطلبوا منا التوقيع على طلب للجوء في المجر وأخبرناهم أننا لا نرغب في ذلك ووجهتنا هي ألمانيا لكنهم رفضوا وأصروا على أن أوقع فرفضت. قامت شرطية بلكمي عدة مرات على وجهي لكي أوقع وعندما يئست من موافقتي استدعت شرطيين آخرين وقاموا بالإمساك بأصبعي ووضع بصمتي رغما عني. بالنسبة لصديقي، هددوه بأخذ أخيه الصغير إن لم يوقع، فأضطر للتوقيع على طلب اللجوء. وفور خروجنا من مركز الشرطة، قررت أنا وصديقي عدم التوقف ومحاول التوجه إلى ألمانيا. علمنا بوجود تفتيش شديد على القطارات المغادرة من مدينة “بودابست” باتجاه ألمانيا والنمسا، فقررنا الاتفاق مع سائق سيارة أجرة على نقلنا إلى ميونخ مقابل 500 يورو. بالقرب من الحدود النمساوية الألمانية طلب منا السائق النزول فرفضنا، فأخرج سلاحا وأجبرنا على النزول. كان بيننا وبين الحدود الألمانية قرابة 50 كيلومتر فقررنا المشي حتى وصلنا إلى ألمانيا.
طلبت اللجوء في ألمانيا، لكنهم رفضوا طلبي بسبب وجود طلب للجوء مقدم في المجر فشرحت لهم كيف تم إجباري، لكن السلطات الألمانية رفضت الطلب. فقدمت اعتراضا رسميا عن طريق محام ألماني وجاءت نتيجته بالرفض أيضا. أنا الآن مقيم في ألمانيا ولكن مهدد بالترحيل إلى المجر في أي لحظة.
أصعب لحظة في حياتي عندما تعرضت للضرب من جانب الشرطية المجرية، شعرت بالإهانة ولم أتكمن من الرد أو الدفاع عن نفسي. والدتي باعت ما تملكه من مشغولات ذهبية واستدنت أنا من عمي وأنفقت كل ما أملك من أجل الوصول إلى أوروبا وأطمع أن أكمل دراستي وأحضر عائلتي.
Leave a Reply